حين يدرِك أن بمحيط صدره الواسع فراغ لن يملأه إلا رأسها، فتستقر به كقطعة بازل أخيرة .. حينها فقط .. تكتمل الصورة لكليهما
..
ماذا لو كان بإمكاننا حفظ اللحظات الحلوة كجثث الموتى بثلاجة المشرحة !؟ نسحبها بلحظات العسرة، نتأمّلها، ونتحسس نعومتها، نستجلب بهجتها الباهتة، ثم نعيدها قبل أن نستشعر برودتها وزرقة تفاصيلها.. فندرك حقيقة انقضائها، ونتذكر قاتلها الطليق الى الآن
!!
..
سحر القهوة يكمن فى المزج غير المفهوم بين المرارة والحلاوة؛ لنخلُص إلى طعم الحياة .. هكذا نرتشف أيامها مترقبين وجهًا جديدًا لها كل ليلة أو صباح .. ثقيل كوجه قهوتنا .. لا تفسده ارتطامات مفاجئة ..
..
..
كم راهنّا عليها وراهنت علينا، ثم خذلناها ومكثنا نرقبها فى صمت وهى تنصهر فى إحباط وخيبة أمل ... لم يتبق من ذكراها غير ألم
رؤوسنا حين تصطدم ليلًا بوساداتنا الصلبة أثر التشبع بها - أحلامنا الميتة - دون نعى يليق بها !
..
..
تقطع المسافة بينها، وبينها ..ذهابًا وإيابًا حتى يصيب ثلاثتهن الدوار، يتلاقين فى نقطة محايدة لكنها تبعد عن كل منهن بمسافة واحدة ؛ فلا تربت الأولى على كتف الثانية أو تصفع الثالثة وجه إحداهن .. فما الداعى للطبطبة أو للصراع فى هذا اللقاء الخاطف الذى سينتهى فور انتهاء حالة الدوار لتعود كل منهن فتسكن أقاصى أطراف تلك المدينة الصاخبة الكامنة برأسها !!
..
..
أيها الوشاح البرتقالى، توقف عن مغازلة أكتافى وتعلم مثلى الصبر .. فالشتاء قادم لا محالة ؛ وفى ضمّتك الأولى سأنسى وستنسى أوجاع الخريف ..