Tuesday, July 17, 2007

ملك الغابة يزأر...مياووو



من منا لم تأت عليه لحظة شجاعة وقتية
شعر بها وإستقرت فى أعماقه ....وعندما وصل لحيز التنفيذ

طلع قطة

سيعتقد البعض أنى قد قررت مواجهة مسئول مثلاً
أو إصطياد فهد
أو حتى تجديد رخصة مرور
ثم رجعت إلى عقلى قبل أن أودى بحياتى فى مثل هذه المهمات المستحيلة

ولكنى لا أتكلم عن هذه المواقف العادية
فيا ليتها كانت بتلك السهولة

لقد واجهت فى حياتى ما هو أصعب وأهم من ذلك
ولكم أن تحكموا

الموقف الأول................ سيدة الكرواسون الأولى

من فترة ليست بالبعيدة
كنت أتسوق فى كارفور مع زوجى وأخيه وزوجة أخيه

وبما أنى مريضة بشراء كل ما هو يخضع ل ديسكاونت ...
كان من المستحيل إضاعة فرصة عرض "اوفر" على الكرواسون
خاصة أن أبنى الأكبر يحبه وقد يريح قلبى وينام يومها وقد تناول عشائه

وما أن سمعت النداء على العرض .... حتى جريت لأحصل على علبة قبل الهجوم التترى
حيث أن كثير من الناس عندهم هوس الاوفر ...شفاهم الله
وعندما وصلت لم أجد مكاناً إلا وراء سيدة سمينة تضع عربتها بجانبها ....وكأن المكان يستوعب مثل هذه الاشياء

وفجأة جاءت العربة المحملة بالكرواسون ...وبدأت الفتيات القائمات على الأمر بوضعه أمامنا

أو بمعنى أصح أمام السيدة الواقفة أمامى
فإن وضعن الكرواسون فى أقصى اليمين صار أمام عربتها
وإن وضعوه أقصى الشمال أصبح فى متناول يد أولادها
وإن وضعوه فى الوسط بات بين يديها

وإذ بها تأخذ العلب وتضعها فى عربتها وقد تركت ما يبعد عنها لبعض الزبائن الواقفين حولها

وقد أستنفذت انا كل أوضاع الجمباز الذى لم أتعلمه قط كى ألمس حتى غطاء علبة .... ولكن لا أمل

إلا أنى أخذت "كوع" محترم من ذراع السيدة إن كنت محقة فى وصفى

التى لم تترك مكانها إلا بعد أن نفذت كل العلب

ولا أستطيع وصف شكلى لكم بعد أن وجدت الصناديق المخصصة للكرواسون فارغة تماماً

وعندما سألت الفتاة أمامى عن إمكانية الحصول على جديد...... أجابتنى بأن الكمية أُستنفذت بسرعة عجيبة ولم يكن فى حسبانهم هذا الضغط ..ولكن هناك أنواع أخرى من المخبوزات ..
فالتّفت بعينين يملؤها الحقد ناحية السيدة ....... فوجدتها وقد فتحت إحدى العلب لتتذوق الكرواسون مع أولادها الثلاثة ...والائى يشبهونها كثير الشبه

وبدأت فى التحرك ناحيتهم
فوجدت زوجى ومن معه يرجعون بى للخلف ...وهم يقولون ( حا تعملى ايه يا مجنونة ) ؟؟

صرخت قائلة
وهى ليه تشترى كل الكرواسون ده!!؟.....دى محتاجة شهر عشان تخلص الكمية دى ....وابنى اللى قد النملة جنب اصغر اولادها حينام من غير عشا .. وانا وعدته بكرواسون النهاردة
لازم أوريها وأرد لها الكوع .. أو ..أو.. أنا حأفهمها غلطها بس يعنى عشان تعرف حدودها مع اللى حواليها
سيبونى ...محدش يحاول .. او يفكر إنى ممكن أتراجع

فذهبت وانا اسمع زوجى يقول .. "ارجعى يا متهورة" ....وإن كنت أشك فى صدق كلامه فقد أحسست بعد ذلك رغبته فى الإستمتاع بمشاهدتى داخل ساندوتش بشرى عليه بعض الكاتشاب

ثم سمعت زوجة أخيه تقول .... أولادك عايزينك ...متتهوريش

وخلال سماعى لهذه الجمل التى إن لم تزد غيظى من سيدة الكرواسون ....قد أثارت حفيظتى ...وقررت الحرب
وبعد أن تبقت خطوة واحدة وأصل إليهم

سمعت إبنتى تقول فى يأس وقد أوشكت على البكاء .....متسيبيناش يا ماما ...إحنا منقدرش نعيش من غيرك

فوجدت نفسى وقد تسمرت قدماى ...واسترجعت شريط حياتى
تذكرت ضحكات أولادى
وإنطلاقهم يجرون ويلعبون ....ثم يعودون لأكل الساندوتشات
تشدو فى أذنى صفاء أبو السعود " لااااللااا ..لااااللااا ..دوبى دوبى دوبى دووو
ثم أفقت فجأة على صوت أصغر أبناء السيدة المذكورة يستأذننى فى المرور بعربته حيث لكل منهم عربة قائلا
" بعد إذنك أطنط"

فرجعت مهرولة قائلة لزوجى ...تذكرت الآن أنهم يحبون البانيه .....فليكن عشاءنا الليلة

الموقف الثانى ...................... الضفدع العجيب

كنت صغيرة عندما كانت شقيقتى الكبرى طالبة فى كلية الصيدلة

ولا أزال حتى الآن أتذكر الضفادع وهى مصلوبة إلى طبق التشريح ...عندما كانت تأتى بهم شقيقتى إلى البيت لتشريحهم كى تتدرب على العملى.....بل يأتون لزيارتى فى كوابيس وهم يضحكون ويقفزون فى وجهى

فقد كنا نجتمع كعائلة دوما لمشاهدة هذة التجربة العظيمة ...والضفدع الذى يخرج قلبه تماما منه ولا يزال ينبض

وكان أخوتى يتأففون لهذا المنظر ...حتى أختى القائمة بتشريحه ...كانت تفعل ذلك على مضض

ولسان حالها يلعن الكلية والدكتور وال.....اولوجى

حيث أن معظم موادهم الدراسية تنتهى بهذا الاولوجى...... وعلى الصيادلة المبجلين الزائرين لهذه المدونة تصحيح وتوضيح هذا الأمر

وكانت أختى تطلب من والدتى دوما التحضير لهذا الحدث الجلل

بأن تقوم بتخدير الضفدع المسكين بالكحول ....ثم تقوم بتثبيته إلى طبق التشريح بدبابيس

وقد قامت والدتى بهذا العمل مراراً وتكراراً حتى كادت تتخرج بدورها من كلية الصيدلة

وقد كنت أنا الوحيدة التى تحس بالإثارة والتشويق أثناء العملية
ولطالما تعجبت من تأففهم ....ووعدتهم بأنى حين أكون طالبة فى صيدلة ....سأريهم التشريح على اصله ....وكيف سأقوم بتخدير وتدبيس بل وحشو الضفدع فريك إذا تطلب الأمر

وبما أن طلبة صيدلة شقيانين ومواعيد محاضرتهم صعبة....كانت أختى تتأخر احيانا على موعد الغداء
كانت تأكل سندوتشات من كافيتريا الكلية ....وصادف أن تذوقت يوما ساندوتشات الهامبرجر....وأعجبتنى...فطلبت منها أن تشترى لى معها فى المرة القادمة واحداً

وفى يوم أتت أختى من الكلية ...فسألتها إن كانت قد أتت بما طلبته منها .....ولم تكن أختى لترفض لى طلباً ...فقد كنت آخر العنقود المدللة دائماً من الجميع .... ماعدا من أخى ..فقد كان يردد دائما أنى آخر العنقود اللى أخدته ونزلت

أومئت لى برأسها وهى تتكلم مع والدتى
فلم أنتظرها ....ذهبت وفتحت حقيبة يدها ...لأجد الورق المعتاد لف ساندوتشات الهامبرجر به

فأخذت اللفة وجلست ....وقمت بفتحها لألتهم ساندوتشى المحبب
فإذا بى أجد ضفدعين يقفزان من الورقة ....أحدهما إلى خارج الغرفة ..والآخر... فى وجهى

وهنا كان عدولى عن قرار دخول كلية الصيدلة .... التى خسرتنى للأبد....وإن كان مجموعى فى الثانوية العامة لم يكن ليؤهلنى لدخولها

إلا أنى أعتبر تلك الحادث هو السبب الرئيسى فى حرمان نقابة الصيادلة من شرف عضويتى.....فضلا عن كرهى الدائم الآن للهامبرجر ....وفوبيا كل أشكال الحيوانات والحشرات والطيور

أكثر ما يغضبنى فى هذا الموقف ....أن أختى كانت تعتبرنى المسئولة عن فقدان أفضل ضفدع فى نظرها من الناحية التشريحية حيث اختاره زملائها بعناية من دلو الدادة (بتاعة الضفاديع)....وقد عثروا على واحدٍ منهم ....ولا يزال الآخر مفقوداً حتى الآن

وعلى من يجده ..... الاتصال ب 911

الموقف الثالث .......عدلت عن كتابته

ودى مش اول مرة ....أطلع قطة