Monday, December 9, 2013

من أرشيف الفضفضة ..1



حين يدرِك أن بمحيط صدره الواسع فراغ لن يملأه إلا رأسها، فتستقر به كقطعة بازل أخيرة .. حينها فقط .. تكتمل الصورة لكليهما
..

    ماذا لو كان بإمكاننا حفظ اللحظات الحلوة كجثث الموتى بثلاجة المشرحة !؟  نسحبها بلحظات العسرة، نتأمّلها، ونتحسس نعومتها، نستجلب بهجتها الباهتة، ثم نعيدها قبل أن نستشعر برودتها وزرقة تفاصيلها.. فندرك حقيقة انقضائها،  ونتذكر قاتلها الطليق الى الآن 
!!
..

سحر القهوة يكمن فى المزج غير المفهوم بين المرارة والحلاوة؛ لنخلُص إلى طعم الحياة .. هكذا نرتشف أيامها مترقبين وجهًا جديدًا لها كل ليلة أو صباح .. ثقيل كوجه قهوتنا .. لا تفسده ارتطامات مفاجئة ..
..

كم راهنّا عليها وراهنت علينا، ثم خذلناها ومكثنا نرقبها فى صمت وهى تنصهر فى إحباط وخيبة أمل ... لم يتبق من ذكراها غير ألم
رؤوسنا حين تصطدم ليلًا بوساداتنا الصلبة أثر التشبع بها - أحلامنا الميتة -  دون نعى يليق بها !
..

تقطع المسافة بينها، وبينها ..ذهابًا وإيابًا حتى يصيب ثلاثتهن الدوار، يتلاقين فى نقطة محايدة لكنها تبعد عن كل منهن بمسافة واحدة ؛ فلا تربت الأولى على كتف الثانية أو تصفع الثالثة وجه إحداهن .. فما الداعى للطبطبة أو للصراع فى هذا اللقاء الخاطف الذى سينتهى فور انتهاء حالة الدوار لتعود كل منهن فتسكن أقاصى أطراف تلك المدينة الصاخبة الكامنة برأسها !!
..


أيها الوشاح البرتقالى، توقف عن مغازلة أكتافى وتعلم مثلى الصبر .. فالشتاء قادم لا محالة ؛ وفى ضمّتك الأولى سأنسى وستنسى أوجاع الخريف ..

Friday, March 8, 2013

Happy butterfly's day


A real fragile butterfly

المرأة فى هشاشتها قوة لا يستهان بها
تستطيع أن تلمح تلك القوة متجلية فى كل ما يخصها .. فى حنوّها، ورقّتها، ونعومتها
هادئة وصاخبة فى ذات اللحظة
بسيطة ومعقّدة ...
لا تستطيع أن تجزم أنك قد فهمتها أخيرًا
قد تكسرك بكبريائها ... لا تحاول أنت أن تكسرها لأنك ستفشل حتمًا
فنعومتها تحول دون ذلك وليس العكس 
متألقة ، ومبدعة
أنيقة
ودائمة الإبهار
حتى أن تناقضاتها تنسجم سويًا 
احتوائها السهل الممتنع
واحترامها سبيلك الوحيد للفوز بثقتها 

فراشة قد تبعثرك بجناح وتلملمك بالآخر
وتظل قادرة على القيام بكل ما عليها القيام به ... بدقة ومهارة .. وتفانى
ولذلك ... فهى تفخر بكونها فراشة

لا تقطف من أجلها الزهور .. فهى لن تحبها مقتولة وملفوفة فى كفن ملون
اطلقها بين شجر الياسمين ..واكتف

Happy BUTTERFLY"S day
:)


Thursday, February 21, 2013

... لقطات



... أبى لا يشرب الشاى إلا ساخنًا جدًا


تنتابنى رغبة عارمة كل فترة فى أن أمسك يد رجل عجوز ، أبحث عنهم فى الطريق وأنا أعلم أنّى إن وجدت أحدهم لن أجرؤ على الفعل ، أقصى ما فعلته يومّا أنى أمسكت بذراع رجل كفيف قد لا تدله عصاه إلى غطاء البالوعة المفتوحة أمامه على بعد أمتار
يد أبى كانت سمراء، قوية، وصلبة .. حتى ذلك الوقت الذى لم يعد به قادرًا على إحكام قبضته على يد مج الشاى ..
كان يداعبنى قديمُا محاولًا إختبار قوتى; فيمسك بيدى وكأنّه يسلّم علىّ بحرارة ثم يضغط بقوة وأنا أضحك وأخبره أنها لم تؤلمنى ، أستمر فى إنكارى حتى يشفق علىّ ويتركها ..وكلانا نعلم أنه لم يكن يضغط بقوة من الأساس ولو شاء لاعتصر كفى الضعيف، فيخبرنى ضاحكًا "عشان مبتفطريش كويس"
كنت أتذكر ذلك فى السنوات الأخيرة عند كل مرة أقدم له فيها الشاى تلهبنى حرارته وتلسع أصابعى وأنا أحمله من الناحية الساخنة حتى يتسنى له أن ... يضم أصابعه الضعيفة على اليد
كم أفتقد ضمة يده لكفى الصغير ..
..........................................

... البلوك لهؤلاء الذين يخادعون أنفسهم ولا يخدعوننا

صرنا نتعارك على صفحات الفيس بوك بعد أن كنّا أصدقاء نتبادل الكلمات الطيبة ونتشارك أفكارنا الجيدة ونتناقش فى اختلافاتنا وفى النهاية نتركها جانبُا ونصر على توطيد العلاقة الطيبة ونتمنّى دوام الود
لكن ذلك لم يعد متاحًا الآن .... الجدال العقيم صار هو الغالب حيث يصر كلٌ على رأيه دون محاولة فهم او استيعاب رأى الآخر، فحين يستحيل التوافق يكون ال "ان فريند"  مفهومًا ومنطقيًا وقد يحدث ذلك بعد سلسلة من الاعتراض وال " ديس لايك " مثلًا
أمّا ال " بلوك" فهو يعنى أنك لم تعد قادرًا على رؤية مجرد الإسم أو أن الارتيكاريا ستلهب جلدك إذا صادفت صورة صاحب الإسم أو أنك تخشى الرد لأنك لا تعرف غير الهجوم وكيل الإتهامات أو السخرية وسط قهقهات لزجة لجمع من التابعين ..
لذا فإن ما يؤلمنى ليس ال بلوك فى حد ذاته وإنما خيبة ظنّى فى البعض،
يعزينى أنى لست وحدى; آخرون اختلفوا معى فى أمور عدة واتفقوا معى فى أمرٍ واحد; هو أن الاحترام المتبادل رغم المسافة الشاسعة بيننا فى الرؤى، هو ما يمنحنا الآدمية ويفرقنا عن مخلوقات أخرى لديها حناجر لكنها لا تملك العقل الذى يستطيع التحكم بها .. فيخرج صوتها نباحًا وسط .. التلفيق والكذب
...........................................

فيروز ... أى جنية ساحرة تلبّست روح هذه الإنسانة !!؟

أنا لحبيبى وحبيبى إلى " ، كانت بداية هذا الصباح ..كعادتها أضفت تلك اللمسة البديعة على يومى فمنحت ستائرى وجدران بيتى ألوانًا أعشقها، لكنّها ما لبثت أن تبدّلت حين قادتنى الصدفة إلى أغانى قديمة لم أسمعها لها منذ فترة طويلة .. كيف لتلك الروح الطيبة أن تعبث برفوف ذاكرتى بتلك الجرأة ! فتجذب ما أحكمت طيّه واخفائه فى العمق وتضغط بقسوة على علامات وضعتها أنا لتضللنى لا لترشدنى ، حتى أنها تتبّعت آثارى وخرّبت كل الجدران ثم بعثرت رمادها المسحور ليظهر كل المخفى بإتقان; فأحالت المكان إلى ما يشبه غرفة طفلة مدللة تملك الكثير من الدمى مفقوئة العينين
لن أسمعها غدًا، ولا بعد غد، أو بالأيام اللاحقة ... هذا ما قررته وأقوله الآن بكل ثقة حتى بعد أن خالفت قرارى أمس، وأول أمس، والشهور الفائتة
..........................................

... أمل يذهب ويجىء ..أفضل من أمل مستقر فى يأس

لن تكفينى السطور إن تكلمت عن آمالى العريضة
فقط أنا أعلم أن الخير قادم لا محالة، وأن التغيير يطالنا جميعًا .. إلى الأفضل ، وإلى الأقوى
أشعر به بداخلى وأبتسم للماضى البائس مودّعة يحدونى الأمل، وهو ما يجعلنى أصر على التفاؤل حتى إذا انتشر الظلام وبدا الفجر بعيدًا ; فمن وسط العتمة يطل القمر على استحياء، فقط لمن يرقبه ، وأنا ممن يعشقون النظر إلى السماء
..

موقع كلامنا .. هنا

لقطات .. هنا

Wednesday, February 6, 2013

... تأثير الفراشة


نظرت لى فتاة محل الهدايا من خلال الفاترينة الزجاجية وابتسمت ، بينما كانت تسحب فازة من الرف الأوسط . رددت الإبتسامة قبل أن أدلف للداخل لأسألها لماذا لم تتغير المعروضات من فترة طويلة ، وكان ردّها كعادة البائعين : تعالى بكرة آخر النهار هنجيب حاجات هتعجبك أوى
مرّت من أمامى تلك الفتاة ذات الشعر فائق الطول والذى يكاد يصل لركبتيها .. جميعهن ينظرن إليها وقد اختلطت نظرات الإنبهار، بالغبطة، بالحسد .. بالنسبة لى كانت مراقبة أعينهن أشد متعة ، فلم أفهم حتى الآن مزايا طول الشعر لهذه الدرجة ولم أعرف له فائدة واحدة ، بل أنى أتسائل دومّا كيف لها أن تجففه بعد غسيله كل مرّة .. يالها من مشقة ! ،وكيف لها أن ترفع رأسها فجاة من على الوسادة فلا يؤلمها إذا اكتشفت أن هناك من ينام فوقه هو الآخر ! وهل إذا رفعته لأعلى سيشبه سنام الجمل ! وإذا فكّرت فى ارتداء الحجاب كيف سيكون شكل دماغها وهى تشبه ظهر أحدب نوتردام !؟
.فى النهاية وقفت أمام قسمى المفضل ولم اترك المحل قبل أن أشترى قلم تحديد للشفاه، و توكة شعرجديدة .
يقول زوجى أن استهلاكى وبناتى لاكسسوارات الشعر لا يقل عن استهلاكنا ل اللبن والخبز اليومى
أكملت طريقى ورأسى تدور بها مئات الأفكار .. علىّ أن أشترى هدايا لأعياد ميلاد ،وايشاربًا جديدًا، وبعض ما يملأ الثلاجة بعد أن فرغت تقريبًا أيام الامتحانات .. الأولاد وكأنّهم لا يأكلون إلا فى نصف السنة الدراسية وآخرها حيث فترات الراحة من المذاكرة لا تكون إلا للأكل والصلاة وهى فرصة عظيمة لتمرير البروكلى وسلطة البنجر
يجب الإنتهاء من كل هذا ثم العودة لسيدة الكرفس .. هكذا أطلق عليها حيث أنّها الوحيدة التى تبيعنى الكرفس فى أوقات يندر بها عند الآخرين .. عرفت أن للكرفس فائدة عظيمة لمن أراد إتباع حمية غذائية خاصة، فلو نقص وزنى بعض الشىء سيكون للكاريه القصير مظهرًا أحلى .. أنتظر من سنوات أن أغيّر الديجراديه، رغم أنّه أليق فى هذه الفترة المتخمة بالكالوريزالمتنكرة فى هالة من الدهون تحيط بأجسامنا الأصلية ولا أعرف لماذا يختفى مع تلك القصّة بروز الوجنتين فيبدو وجهى أكثر نحافة كما أتمناه .. لكنّه ليس حقيقى ، فقط الكاريه حقيقى وبسيط ورائع فى ذات اللحظة
أزعم أن جمال المرأة له مقاييس عدّة أحدها أن يتألق وجهها مع الكاريه، ولست بحمقاء لأقوم بالتجربة قبل أن أنحف للدرجة المطلوبة
تلك الفتاة ذات الشعر الطويل بالتأكيد لو أقدمت على قصّه لباتت أجمل ... نظرات الآخرون لخصلاتها الطويلة أفقدت المسكينة قدرتها على التمييز ..
أقف فى الطريق فجأة وكأنّى أباغت الأفكار المزدحمة داخل دماغى لتسقط على الأرض تباعًا فأركض هربًا منها .. تراكمت الأشياء  فوق رأسى وأنا أفكر يالكاريه والديجراديه 
المحل الآخر للهدايا رغم أنّه أبعد وأصغرحجمًا إلا أن السير فى حد ذاته لوجهة معلومة أمر مريح ..تعاودنى الأفكار ويتصدّرها تقصيرى فى الكتابة ، خاصةً بعد عرض لطيف بالمشاركة فى موقع اليكترونى جديد لم أكتب له سطرًا واحدًا أو حتى أتوصل إلى اسم عمود أكتب تحته بشكل دورى ... والحقيقة أن أكثر ما أسعدنى فى هذا الأمر هو إحساسى بوجوب التزامى نحو الكتابة .. ولأنى ابتعدت كثيرًا فوجب عليّ العودة كما نصحنى المقربون
البداية إذا تأخرت كثيرًا تصير النهاية أقرب ..وإن لم أستقر برأى ضاعت فرصتى فى مقاومة كسلى
تأثير الفراشة .. هذا ما ذكره صديق فى سياق كلام متبادل، لم يعرف أنّى كنت قد قتلت تلك النظرية بحثًا حين كنت مولعة بقراءة كل ما يخص الفراشات ... لكنها لم تقنعنى، ففكرة أن كل أمر صغير يحدث ولو تمثّل فى رفة جناح فراشة لا بد وأن يؤدى لأمور أعظم وأكبر ولو كان فى الجهة المقابلة للكرة الأرضية وإن بدا فى زلزال أو بركان أو فيضان ، " وهو ما أذكره من قراءتى للنظرية من الناحية الفلسفية بجانب بعض التفاصيل كاسم العالم "ادوارد لورينز " هى فكرة تعتمد على الخيال الواسع البحت .. فللمنطق دخل بكل أمورنا بالحياة والمقدّرات لن تحوّلها رفرفة جناح .. كيف لنا أن نحمّل تلك الفراشة الرقيقة هكذا أمور وإن كانت مجرد رمز !!؟
 
المحل الثانى يبدو أسخف من الأول .. كل الهدايا تشابهت أو تشابه ذوقى أنا مع الغير متاح
زفرة ضيق تلحظها سيدة وقفت بجانبى فتنظر لى فى فضول طبيعى ... الغير طبيعى أن أرقبها أنا فيذكرنى شعرها بغزل البنات وأتخيلنى بتلك النفشة ثم أضحك على ما رأيته بخيالى ، فتلحظنى مرة أخرى لأتيقن أنها تنعتنى بالجنون الآن

أعود أدراجى غير عابئة بالهدايا ولا برفوف ثلاجتى الفارغة ولا بايشاربى الذى لن أجده بالتأكيد ..
لابد أن الفراشة داخلى ترفرف سعيدة الآن بعد أن أثبتت قدرتها على التأثير، وأن الفتاة صاحبة الشعر الطويل كانت بمثابة رفة جناح الفراشة حين قادتنى إلى هنا .. حيث "إيمان" الكوافيرة تبتسم وأنا أطلب منها قص شعرى .. من قال أن الكاريه لا يليق على الوجه الممتلىء !؟
أبتسم بدورى ثم أغمض عينى عند أجمل جزء .. حين أميل برأسى للوراء فتداعبها المياة الدافئة وأكتشف حينها أن الأفكار الكثيرة لا يجب أن نهرب منها ركضًا .. فقط علينا أن نجعلها تخلد إلى النوم بعد هكذا حمام دافىء فتعاودنا مرتّبة متّسقة ومنسّقة عندما يحين وقتها ..
فقط فكرة أخيرة تومض سريعًا متسائلة وتختفى كشهاب طائر...
ماذا لو أصبح "تأثير الفراشة" هو عنوان عمودى الذى أبحث عنه !!؟
.............................

موقع  "كلامنا" ... هنا   

تأثير الفراشة .. هنا   

Saturday, September 22, 2012

... طعم النعناع


لم أعلم حتى الآن من وضع تلك المجموعة من معجون الأسنان بعربة المشتراوات .. معجون بطعم الفواكه المختلفة ، ربّما كان عرضًا .. لا يهمنى الأمر ، كل ما يهمنى أن أجد على رفى طعم المنتول القوى ولهم أن يستمتعوا بالفراولة والموز كما يشاؤون

لكنّى فى تلك الليلة التى عصرت فيها أنبوبة معجونى المنتولى على فرشاتى حتى آخر نقطة قررت والرغوة تملأ فمى وأنا آنظر لمرآتى محملقة بملامحى المرهقة أنّها فرصة لاختبار نفسى
لن أقوم غدًا بشراء أنبوبة جديدة وسأعيش كما البشر وأستخدم المعجون المتاح
لابد لى من السيطرة على نفسى وعلى رغباتى المجنونة وإن لم يكن عشقى للمنتول مصنّفًا على هذا النحو ، ربّما تكرار غسيلى لأسنانى ليلًا حتى يصير آخر ما أفعله هو الشعور بالانتعاش بعد شربة من الماء المثلج تلى المنتول فأنام يملأنى شعور لطيف تحبه رئتاى الحساستيّن هو نوع بسيط من الجنون ، ولكنّه لا يدعو للقلق
تملكتنى الفكرة وصارت مقياسى لقدرتى على التحكم برغباتى .. فالحنين يملأنى ويفيض .. إلى كل شىء
أشخاص وأماكن وأوقات ، روائح ونكهات ، صور وأصوات .. حتى الأحلام أحن إلى بعضها
حنينى إلى طعم النعناع الآن يزيد على القائمة .. وإن لم يكن على رأسها
يجلس ابنى الأكبر بجانبى يحكى لى عن أول أيامه بمدرسته الجديدة ,, تنبعث فجأة من فمه رائحة المنتول .. حين رآنى أنظر له بعيون مشتاقة أخرج لى من جيبه علبة النعناع كاملة .. لكن هيهات .. أنا أصر على أن أحرم نفسى حتى أقبل  معجون الفواكه أو أنهار أيهما أقرب
أشد ما أخشاه أن يكون الانهيار حينها إشارة إلى ضعف واستسلام لموجات الحنين المستمرة فى التدفق برأسى المنهكة.. وهو ما لن أقبله 
صارت تلك الانابيب على الرف مآساتى اليومية.. أكرهها وتحرقنى عينى بدلًا من حلقى لحبسها دمعة تحجرت تآبى النزول.. قوية أنا .. والقوى لا تدمع عيناه .. هى لمعة الإنتصار القريب على نفسى بلا شك ..أكاد أضحك ساخرة من حالى لكن أخشى أن تضغط الابتسامة على وجنتى فتضيق عينى بالدمعة ويقتلنى التظاهر
أعتقد أن ملامح وجهى تغيّرت .. صارت أقسى ، حتى انّى بدّلت صورتى على موقع التواصل الإجتماعى بصورة بائسة رسمتها عبثًا لحظة حزن وصبغتها بلون الحنين الغامق ..
حين سألنى أحدهم ما بكٍ ! أخبرته أنى أفتقد النعناع فحسب .. لم يفهم ولم يصدّق .. كذلك أنا لم أصدّقنى
صديقة تشاركنا اليوم بأغنية "حنين" ..أرفع رأسى مرة أخرى ضاحكة .. تعودت رفعها بتلك اللحظات حتى لا أشغلنى بالفرق بين اللمعة والدمعة
كم كنت خائبة حين قررت بدء هذا الإختبار الفاشل .. أجده يدفعنى دفعًا لتنهيدة لن أتحمل تبعاتها .. التنهيدات ليست بالضرورة مريحة .. أغلبها زفرة وجع كامن لا يلبث إلا أن ينتشر كالسرطان
أشتاق إلى حالة الرضا تغزونى.. وبدلاً من المحاولة أجدنى أسجن روحى بهذا الخندق وبتلك الفكرة اللعينة  ثم أسمح لها بالتغلغل للعمق حتى صار التحدّى واجبًا
الحنين إلى الأشخاص والأماكن والأزمنة مارد جبار ، ما أن تفسح له مكانًا خارج القمقم حتى يحيل كل ما حولك إلى أشياء تبعث الذكريات من قمقم آخر ، فتنتشر الخيالات بدماغك وأمام عينيك مسترسلة من قمقم ثالث لتجد نفسك محاطًا بها "كزلع " الأربعين حرامى .. فاحذر سحر الأول الذى سيقودك للأخير عائمًا فى بحر ملوحته تحرق الحلق   
....
 

Friday, March 9, 2012

... ملاكى الحارس


أشتاق للبحر حتى فى هذا الجو البارد , أقصد لمسه والغوص فى أحضانه
فوحده البحر بصدره العريض يحتمل التقلب فوقه بألف مزاج ومزاج ..
يمكننى فى عناقه الضحك والقهقهة بصوت عال أوالغفو تحت آثار هدهدة أمواجه لى , يمكننى دق الطبول  وأداء رقصتى المحببة , كما يحلو صوتى إذا غنيت لفيروز نفسها , وأقدر فى حضرته على البكاء بل والصراخ أحياناً .
ويظل البحر كما هو .. ينصت لى بإهتمام دون لوم أو عتاب أو إندهاش
فما يلبث أن يداعبنى بموجة خاطفة تقلب كل ما رتبته فوق صفحته من كلمات تهذبت بإنسيابية..فنضحك سوياً ..حتى أنى أسمع صوت ضحكاته الهادرة بأذنى مهما بعدت عنه وتثاقلت فوق أكتافى الهموم كغطاء أحكمت أمى وضعه فوقى فى أشد لحظات الحمّى
اليوم وأنا أنظر له من بعيد .. لا أمل حتى فى لمس رماله الناعمة..أراه غاضباً رافعاً أمواجه يضرب بها بعضها بعضاً
أخشاه .وأنفض رغبتى فى التحدث معه.. فقلبى تجتاحه أمواج أشد عصفاً وهياجاً ولا أعتقد أننا سنجد صيغة تناسب هذا الكم من الغضب داخل كلينا .
أمشى بمحاذاته .. وألقى نظرات متباعدة .. كالراغب والممتنع أتمنى أن يرانى فيجتذبنى ليجبرنى على الفضفضة ..
قديما كنت أشعر بترحيبه قبل أن أعبر له الطريق الواسع .. خلته يشعر بقدومى ويفرح به كما أفرح بلقائه ..تبدو الآن لى قناعاتى  جميعها محل شك
أشعر بالخوف يتملكنى وتتبدد آمالى وتتراخى.. فغير البحر لن أجد ما يتسع لهمومى  التى كان يبتلعها فقط من أجلى تاركاً قلبى خالياً منها مستعدا لتقبل الجديد مرحباً وغير مكترث
ألقى نظرة أخيرة ..تتحرر دمعة أخشى أن يلحظها المارون
وقبل أن أدير ظهرى واتجه إلى ذلك النفق الطويل الذى لطالما رأيته كمرآة "أليس" قادراً على بعثرة ذرات جسدى وترتيبها من جديد كلما مررت إلى شاطئى
وجدته ينادينى .. بعد أن لثم وجنتى بقبلة حملت رذاذ  موجة قوية حانية بذات اللحظة , اخترقت مسامى وآلت إلى بقعة نور
جلست ... ففاجئنى بالحديث أولاً , ووجدتنى أسمع منه شكواه  بدلاً من أن يسمعنى 
لكنى لم أحتاج بعدها إلى الشكوى  حين  اجتاحت كلماته صدرى فأغرق ما به واستقر .. شعرت بالرضا حين وجدته مشتاقاً ملتاعاً كعاشق مبتلى .. لكم انتظرنى وانتظرته لنفضى إلى بعضنا البعض ما ليس لسوانا
رددت قبلته بابتسامة واسعة ... وغادرته بوعد ألا أغيب
ثم اجتزت مرآتى وعدت قريرة العين والقلب من بلاد العجائب
والبحر يكمن بقلبى كملاكى الحارس

......................
 

Tuesday, February 28, 2012

... تأويلات ساذجة


على وجنة تلك الصغيرة ذات الغمازة الواحدة تطبع  قبلتها الطويلة وتستمد شعوراً بالطمأنينة
...... لازالت هناك أموراً رائعة فى هذه الحياة



تأكل الشوكولاتة , تسمح لمربعاتها الصغيرة بالذوبان فى بطء  . تأمل ألا تنتهى
 فى الجانب الآخر..الشوكولاتة تلتهمها , تذيبها حد الإنفصال عن الواقع , لا تود عودتها إلى هناك ..كصديقتين اجتمعتا على نار المدفأة


تجلس بأحد الأركان بيدها رواية قصيرة لمصطفى محمود "الشيطان يسكن فى بيتنا 
تمنّت لو امتلكت مقعداً هزّازاً  ... الثبات يحمل فى طيّاته جفاءاً وقسوة لا تناسب الروايات الجميلة,  فى حين إن التأرجح يوحى بتحقق الأمنيات الطيبة كحال الأحلام المحلّقة بالقلب


حين تنظر إلى الشجرة العجوز,.تسمع همسها لها :  لا تملّى الإنتظار .. يعانقنى المطر دوماً من أجل أن أحمل لك الياسمين .. أتشكين حقاً فى عشق المطر لى ؟,.هل لأنى عجوز منثنية سيكف يوماً عن حبّى ؟؟... يا صغيرتى لازلت ِ طفلة فى عالم العشق .. الحب الحقيقى لا تخدشه تجاعيد


 ستكف عن محاولات رسم قلبه على رغوة النسكافيه .. لا ينوبها فى النهاية غير مذاق بارد للقهوة .. اكتشفت بعد وقت طويل أن الدفء لا يأتى من قلب مرسوم.. الدفء ينبعث من قلب رباعى الأبعاد ..يزيد ضجيج دقّاته ما أن تضع رأسها عليه.. كانت ستكتفى بالثلاثة أبعاد ..لولا إن اينشتاين أصر على استخدام الرابع


تستمع مرة أخرى إلى كلمات الأغنية , تعلم أنه لم يسمع الكلمات ولم يعيها .. فقط  تعجبه المقدمة الموسيقية والأداء ... تضحك حين تتذكر إهدائه الأغنية لها ; فقد أهداها مقدمة موسيقية , فقط مقدمة !!! وقف عندها , وتركها تهوى وحيدة إلى العمق 
 
فى ذكرى ميلادها  تتراقص ألسنة اللهب الصغيرة فوق كعكتها الجميلة .. يؤكد لها أنها الآن فى الثامنة والثلاثين .. يختلفان... تصمم أنها أنهت لتوها عامها السابع بعد الثلاثين , ليردف قائلا : ها قد قلتى أنكِ أنهيته .. لا تخشى شيئاً سأظل أحبك حتى الستين.. ثم سأسمح لكِ بصبغ شعرك
الآن لن تبذل جهداً فى إطفاء شمعاتها الكثيرة المتناثرة على وجه الكعكة


لم يجد وقتاً ليشاهد
The lake house 
ولم تنجح هى فى مشاهدة
The notebook
ربما قنعا بمتابعة " الليل وآخره " .. خاصةً وأن الفخرانى قد نجح فى رسم الحزن على وجهه فى كل حلقاته بمهارة فاقت مهارة صاحب الوجع الحقيقى محاولاً رسم الفرح بملامحه


الأمور لا تُرى من جانب واحد ..والذاكرة كالمصيدة .. كما تحمل داخلها الوجع القديم , تخفى فى سراديب منفصلة شيئاً من البهجة القديمة أيضاً .. سراديب ضيقة معتمة لا يطالها النور ولا تُطرح على مائدة التفكير
ربما علينا طرقها من وقت لآخر ... فلا ندع مجالاً للوجع المتسلل لأن يستحوذ على أفكارنا كاملة حتى نكاد لا نشعر بغيره حتى بأبهج اللحظات وأجملها


تحضرها الآن واحدة من الذكريات الجميلة ...
هل حقاً حين نفكر بالأمور السعيدة يتصادف أن يحدث لنا أمراً مشابه !؟
!! لطالما آمنت بالعلامات والرسائل.. أين هى منها منذ زمن  
!! فى الواقع أن الرسائل واضحة فقط لمن يريد قرائتها .فهل هى الآن على استعداد لأن تفعل


هدية من زوجها .. وصلت لتوها بالباب
لم تحتاج لفتح صندوق هدايا أو حل عقدة .. كيف لمقعد هزّاز أن يحتويه صندوق ؟ , كيف للأمنية أن يضمّها مجرد صندوق !!!؟
قراءة الرسائل ليست بالأمر الصعب كما يبدو
...................................