Wednesday, August 8, 2007

.......بدأ العد التنازلى


قد حانت لحظتى اذن

جرى الوقت بهذه السرعة...وحان ميعاد انتقالى اليهم

اتسائل....هل يستحقون ان اغادر جنتى هذه

هل يقدرون قيمة رحيلى عن عالمى الخاص....الى دنياهم

هل سيحبونى ..ام سيبغضونى

هل سيحاولون فهمى وسيتعايشون معى ...ام سيتجاهلونى

هل سيعاونونى على ما نويته...ام سيعيقون مسيرتى

هل هم ملائكة...ام شياطين....ام ذئاب...ام مجرد بشر


ها هم يستعدون لاستقبالى من الان

هناك رجل يضحك...وامرأة تبكى...واخر لا يبالى

و.....! ! من هذه...! ! ؟؟ انها تتألم

من اتى بها الى هنا....انها لا تقدر حتى على الوقوف

يا لها من جميلة ....حنونة..جاءت لاستقبالى معهم

اكاد اشعر بفرحتها لقرب رؤيتى....فرحة ممزوجة بالم لا تستطيع اخفاءه

ومن هذا الرجل الذى يمسك بذراعها...! ! ؟؟ وبيده الاخرى شىء عجيب...له نور ساطع...يصعب معه معرفة ماهيته

يبدو ان هذا الرجل ستكون لى به علاقة قوية...فقد ارتحت له...واعتقد انه سيصبح من اصدقائى المقربين


لا استطيع نكران ان الفضول يتملكنى لمعرفة كيف هى الحياة وسط هؤلاء

ولكنى اخشى ان انسى من انا

اخشى ان تلهينى حياتى الجديدة عن رسالتى

اخشى ان افقد الزمن ..وتجرى بى الحياة فاجد نفسى وقد وصلت لنهاية المطاف
دون ان اجمع كل ما استطيع جمعه لانطلق الى ما يرنو اليه قلبى وتقر به عيناى


اخشى مما يسمونه عشق...ويقعون على اثره فى اكبر الرذائل
ظنا منهم انهم قد حرروا قلوبهم بالحب

وطاروا فى سماء العشق

ووجدوا جنتهم على الارض

اخشى مما يسمونه سلطة....فيتقاتلون من اجلها...
حتى اذا فازوا بها خسروا ضمائرهم...ونسوا واجباتهم

ونهلوا من حقوق الناس وكأنها ابسط حقوقهم

اخشى مما يسمونه مالا....فيتسارقونه من بعضهم ويحاربون حتى اهلهم من اجله

وكانه الهواء الذى من دونه لا يعيشون

اخشى الشياطين...الانس منهم قبل الجن

فهم اشد منهم بغضا ...واكثر منهم ايذاء

اخشى كل هذا يا ربى...فان كانت لى وسيلة للهروب من هذا الامتحان الصعب لهربت

ولكن ليس لى خيار

لابد وان اواجه ما واجهه كل من قبلى وكل من سيأتى بعدى

وبرحمتك ربى اكن من الفائزين


اشعر بروحى تختنق...اشعر بكيانى يهتز

لقد حانت لحظتى ...وميعادى

لا وقت الان ...فقط ادعوك ربى بعد ان انسى كل هذا ....الا انساك

والا انساب مع تيار سريع لحياة زائفة تنتهى الى شلال يودى بى الجحيم

فقد بدأ العد التنازلى لمصيرى المحتوم


ها انا ذا قادم باذن ربى


فى الجهة الاخرى


تصرخ كريمة..... ارحمنى ياااااا رب

يترك مصطفى المصحف الشريف من يديه ويضعه بجانبه..ليرفع ذراعيه الى السماء قائلا.
..
يا رب ..يا كريم..اللهم لا سهلا الا ما جعلته سهلا.وان شئت جعلت الصعب سهلا...
توكلنا عليك يا رب...

تخرج الممرضة تحمل بيديها وليدا جميلا....قائلة

مبروك جالك ولد زى القمر

فيحمله مصطفى بيدين مرتجفتين...وعينين تملأهما الدموع ..فيهرول نحوه.. الجد ضاحكا .. والجدة باكية

يحمدون الله على فضله

فيؤذن مصطفى فى اذنه اليمنى ...ويقيم فى الاخرى

ثم يقول

عبد الله....سميته عبد الله باذن الله