Wednesday, December 28, 2011

طبطبة



العودة للمدونة تشبه أحياناً العودة للبيت القديم المهجور ..أفتح بابها فيخيل لى سماع صوت باب لم يُفتح منذ زمن فيصدر  ذلك الصوت المرعب غير أنّى لا أتوقع رؤية هياكل عظمية أو شىء من هذا القبيل
فقط بعض خيوط العنكبوت ومعضلة البحث عن زر النور ...
كيف لمكانه أن يتغيّر فى كل مرّة ..وكأنّه يعاتبنى على هجرانه وإبقاء مقتنياتى فى ظلمة دامسة لفترة كبيرة دون محاولة الاطمئنان عليها أو مسح التراب من فوقها
أجلس بقرب مدفأة وضعتها قديماً لكنها اختفت مع الوقت ...لا يهم  , فصورتها لم تزل فى خيالى
أبحث عن قهوتى وقطعة الشوكولاتة اللتان وحدهما يظلا من أجلى كما هما ...يتصاعد الدخان من الفنجال وتتقشر عن الشوكولاتة ورقتها اللامعة فأتناول قطعة صغيرة أخفيها فى فمى لتذوب ببطء
أتفقد كل شىء ..لأجده فى مكانه ..بعض الألوان قد بهتت ..ربما علىّ إعادة طلاء المكان ...الرطوبة عرفت طريقها إلى بعض الجدران ..لا شك أن عدم التهوية هو السبب
أشعر بالذنب والتقصير ..ولكن ما حولى سرعان ما يحتوينى ويبتسم فى وجهى ليخبرنى أن ..لا عليكِ...يكفينا وجودك الآن ... فلا داعى لإهدار الوقت وهلم بنا نتحاكى ...
لابد أن أمراً ما يبهجك كثيراً أو يحزنك كثيرا لتأتى .... كلّنا آذان صاغية
كان فى هذا بعض الحرج ... حيث أتيت للجلوس بينهم لاأكثر ولا أقل ...فما يعتمل داخلى أرفض تماما حكيه لنفسى أو محاولة فهمه لأجرؤ على حكيه هنا ...
شىء من الطبطبة وددت لو وجدته بينهم ..بين كلمات أحببتها نثرتها فى الأركان وحكايا أخفيت ببعضها سطوراً من واقعى لتختلط بالخيال
وتعليقات من أصدقاء لا أعلم مدى إدراكهم إمتنانى لوجودهم بالحياة
ودون محاولة للشرح ...وجدت أكفاً رقيقة تمتد إلى أكتافى المتعبة أثر قشعريرة تسرى بينهما ككهرباء أو كلسعة قطعة ثلج  لتنتهى بوكزة بالقلب ... وصدراً عريضا احتوى رأسى خافياً إياى عن كل ما حولى  ليمنحنى فرصة الإنهيار داخله حتى تجف الدموع وينتهى الألم وتعود السكينة
....
أظننى باقية هنا فترة طويلة ...
...