Friday, January 30, 2009

مثالية


كان شاباً عادياً ..وكانت فتاة عادية
لم يخصه شىء مميز ولم يميزها شىء خاص
ارتبطا..فكان ارتباطهما ...عادياً
خطوبة وزواج ... رومانسية وانطلاق ..  تعود.. فحب.. فإندماج
حياة لطيفة هادئة .. لكن سرعان ما تسللت إليها حية الفراغ 
فمع مرور السنوات  نبت احتياجهما المكتوم الى طفل
فحوصات وعمليات .. مبالغ طائلة أسفرت عن يأس وإنعدام أمل
صار هو حياتها 
وباتت هى كل ما لديه
ابتسامة عريضة يقابلا بها كل متطفل فيبتلع فضوله خجلاً
ايمان شديد ..يقابلا به كل مُحب ..فيدعو لهما حباً وإعجاباً
هنا  يتحول ارتباطهما العادى الى علاقة مثالية

تصل لك دعوة زفاف
تفتحها لتجده هو  "نجل الاول".... اسما غريبا "كريمة الثانى".......تندهش وتتعجب ...فتستفسر
أصبحت الحياة أبيض وأسود  ...فلا طفل يلونها
كانت هذه اجابتها لا اجابته
فهو لم يستطع الاجابة
تعيد تساؤلك ...
متى !!؟..كيف.؟.. لماذا!!؟
تجاوبك هى بنفس الابتسامة العريضة ..
فتدرك تحولك من مُحب الى فضولى 
فتصمت

تقبل دعوته لك الى بيته الجديد.فتأتى بهدية لم تختلف كثيرا عن هديتك له من سنوات
فيلمح بعينيك نظرة التساؤل المجهدة
يحاول أن يبرر
حاولت معها ..اخبرتها انى لا استطيع الإستغناء عنها ...ولا استطيع الاستغناء عنه..
دعوتها ان تظل فى حياتى ..وألا تبتعد
احفظ ملامح وجهها ولا أتخيل أن أفتح عيونى صبحا فلا أجد هذا الوجه على وسادتى
فأخبرتنى أنى اشتقت الى طفلى  فمللتها ..متمنية لى حياة سعيدة
يزيد فضولك  اللامتناهى  ويشجعك كلامه على القاء سؤال آخر
ولماذا الآن.!!؟..فجأة
يتعرق ويتململ ...ثم يجيب
لم أنسى طفلى المنتظر دقيقة واحدة ...ولكنى لم أجد بداية لأفتح لها موضوع زواجى من أخرى
أبحث طوال هذه السنين عن مشكلة ...مشادة كلامية ...خلاف تافه..  ...فلا أجد
حتى أتتنى فى تلك الليلة .. قائلة
فلننته من هذا الموضوع الآن
أعرف تماما ما تفكر به
فلست بغريبة عنك
أتت بورقة وقلم ...
السفرة لك 
الصالون لى 
غرفة النوم  من حقك 
الليفنج من حقى
لم أحب يوماً مقعد الجلد الضخم.. هو لك
أما اللوحات فجميعها تخصنى
فاتفقنا ...فانفصلنا
That's it!!!!!!!!?????
نعم!؟
لاشىء... فقط أقول أنه كان انفصالا مثاليا

تستعد للمغادرة ..تلمح الثانية  فى طريقك  تدفع عربة صغيرة تتزلزل فوقها أطباق وفناجيل...لتجدها نسخة أصغر سنا ...تكاد تكون هى من عشر سنوات
 تتنهد ..ثم تنظر له  بشفقة..متمتماً 
نجحت على الأقل فى أن تجد وجهها على وسادتك صباحاً...فقط وجهها  ......  ..
محدثاً نفسك....أخشى عليك يا صديقى ندماً مثالياً ..