Thursday, August 14, 2008

سر الوجوه


اعتدت الوجوه والملامح .. فانت تراها فى طريقك... فى التلفاز ...من نافذة بيتك

لكن ماذا عن نافذة قلبك!!!؟

لكل وجه ..سمة منفردة

وجه تحب ان تراه

وجه تبغض رؤيته

وجه تحب ان تتعرف اليه

وجه تشتاق له

وجه تحلم عبثا بعودة التطلع الى ملامحه


تحب بالتأكيد ان ترى وجوه أحبتك .. فمبجرد طلتهم تُهلل أساريرك .. وتشعر بأنك لست وحيدا وتحمد الله على منته بأن خلق هذه الناس فى حياتك


بعض الوجوه تشعر حين رؤيتها بقبضة القلب ... وقتامة الجو .. وكأن الأكسجين قد أُستنفذ فى الهواء .. تبتلع غصة مؤلمة وتشعر معها بالمرارة ...ولكن كما خلقت الشياطين ..خلقت الملائكة


وجوها أخرى تشتاق لها دوما ..ولا تتحمل غيابها عنك ولو لفترة قصيرة .. ولو منعك السفر ..سفرك او سفرهم ..فالامر سيان ..هم يرونك مسافرا من وجهة نظرهم حيث اعتادوا الغربة فأصبحت وطنهم ..وصرنا نحن أحبائهم المغتربين
حتى ان فى مجيئهم لوعة كفراقهم ...أحيانا يستقر ألم الشوق بنفسك ..فتجد أنك تحمل هم فراقهم مرة أخرى ..وما أن تراهم لا تلبث أن تبدأ فى عد أيام الاجازة خشية ان تطير من بين يديك فيطيروا معها ..وتضيع فرحة اللقاء فى زخم العواطف السلبية الاخرى .. ولا تنفك عن الندم بعد سفرهم ..وهكذا دواليك


أما الوجوه التى تحلم بها عبثا ..تذهب بك الوحشة ..ويعود بك الإفتقاد ..وأنت فى حقيقة الامر لا تملك الا ان تأمل لقائهم برحمة ربك وفضله فى الجنة
وتدعو الله أن يحشركم سويا فى زمرة الصالحين ..وهناك سترى من روعة تقاسيم وجوههم وحلو ملامحهم ما لم تره فى دنياك
فلا تجنى من حلمك بها الا الحسرة والألم
الا اذا أتوك فى أحلامك ..كالملائكة وتركوا لك بعضا من أمل وقليلا من حلم
ورحمك ربك ...بعظيما من ايمان..تباغت به الشيطان قبل أن يباغتك هو بشعور عدم الرضا


وجوها أخرى لم ترها قط ..وان كنت تعرفت الى عقولهم فاحترمتها وتقربت الى قلوبهم فأحببتها
تتمنى ان تراهم واقعا لا افتراضيا .. ملامحا حقيقية .. لا حروفا متشابكة
حقا هذا لا يحدث فى الحياة كثيرا .. فحين يحدث يجب ألا تفوت الفرصة للاحساس بهذا الشعور الفريد

ولهذا مثالا جيدا .. حدث معى من يومين

.............................................

قدر الله لى أن أقابل مجداوية و لعلها خير ... بعد ان اعلنت لعلها خير استغلال وقت زيارتها للاسكندرية وترتيب لقاء .. تابع لحملة حبا فى رسول الله " عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام".

وقد كانتا لى أحبة فى الله كآخرين

حقا ..صعب وصف ان ترى وجها أحببته قبل ان تراه ..
مجداوية سألت هذا السؤال فى احدى تعليقاتها
كان مفاده ..كيف ترى وجها لأول مرة فتشعر أنك تعرفه من زمن!!

وها انا أسأل نفس السؤال ... دون شك هذه هى اول مرة أقابلهما ..فمن أين لنا بهذه الألفة العجيبة .. أهو النور الذى لاحظته يشرق فى وجهيهما !؟ أم اللهفة لرؤياهم ما أشعرتنى بأنهما قريبات لهذه الدرجة


قابلت مجداوية أولا وكانت مفاجأة لقائها عجيبة ...فلم تعرف هى انى قادمة للقاء فى حين كنت اعرف انا مسبقا بحضورها.. استمتعت بإثارة تعجبها وتساؤلها ..وانا احتضنها وأقبلها دونما تعرفنى .. وكان عناقا آخر بعد تعارفنا
وبالرغم من ضيق الوقت ..اكتشفت فى دقائق كم حنيتها ونقاء سريرتها ..والذى كنت اتوقعه فى انسانة مسلمة محبة بهذا الشكل
يكفى انها استقطعت من وقتها الضيق وكانت تستذكر لامتحان الفقه والعبادات لليوم اللاحق.. وجاءت خصيصا للترحيب بلعلها خير وقد أحسنته... ناهيك عن شوقهما الواضح للقاء بعضهما
فى وجهها بشاشة .. ونور الايمان يملأه

ثم جاءت "لعلها خير" .. وخيرا وفيرا فى معرفة هذه الانسانة الجميلة
كم هى ودودة ... لبقة ..يشع وجهها بروحانية جميلة أحسسناها من بدء دخولنا للمسجد
أطلق الله لسانها .فكان منها حلو الحديث .وظللت أستمع اليها ولم أحب ان أعكر صفو حديثها بتعليقات منى الا قليلا
تظننى المسكينة هادئة الطبع .. ولا تعرف الحقيقة المرة ..
كانت الجلسة ناعمة .مريحة .
استفدت منها بالكثير .. فبالرغم من معرفتى ببعض الافكار بما أدرجته فى تدويناتها ...الا ان الشرح العملى أفادنى كثيرا
أشعر بالغبطة نحو القاهريات من يستمتعن بلقائها


ها هما وجهان أحببت التعرف اليهما ...وقد أصبت فى رغبتى واشتياقى الى رؤيتهما.. حين حلت بقلبى فرحة جديدة ..واكتشف سرا آخر لوجوه أخرى

حزنت مجداوية كثيرا لعدم استطاعتها تكملة الجلسة ..نظرا لامتحاناتها الدائرة وفقها الله . كما حزننا لحالنا

وفاتنى انا الجزء الأخير .. وعدت مسرعة لاولادى وللسيرك ..عفوا..أقصد البيت

وظلت لعلها خير فى المسجد .. تكمل غزل ثوب المعرفة ..حبا فى رسول الله

.