Saturday, October 25, 2008

شيكولاتة عالقة


*** تحديث***
اهداء للصديقة الجميلة ..س
وللصديقة الجميلة ..ك
*********************************************
جائها مودعا ..يحمل فى يده حقيبة سفره
فى عينه دمعة وفى عينيها دموع
يحمل فى يده الأخرى وريقات صغيرة
بها ما كتبه لها من أشعار
أسماه هو خواطر..وأسمته هى شعراً
خلا من السجع او امتلأ به ..فهو لديها شعرٌ
حمل من القوافى وازدان بأبدع التشبيهات أو لم يحمل ..هو لديها شعرٌ
فكلماته وإن خلت من المعانى ..لديها لها معنى

أخذت منه وريقاته
وودعته بقلبٍ يحمل الكثير من الأمنيات الحية

نثرت وريقات شعره فى كل مكان
فى صندوق ذكرياتها فى أحد خزائنها ..وفى صندوق ذكرياتها ما خُزن بداخلها

فى مزهرية كريستال عالية ..لا تمتد اليها أيدى العابثين ..وفى مزهرية قلبها بجوار زهرة تتفتح فى قلبها كل يوم من أجله بلا سأم

تحت وسادتها ما تغفو فوقها ...وتحت رموش عينها ما سترت أحلامها

عاد بعد سنة...من اجلها . ليودعها من جديد
فأهداها شالا مزركشا بألوان الحياة
ألوانه تغطى مساحات حياتها الباهتة..
حين تلتف به يتغير لون السماء من اجلها وينقشع الضباب من فوقها
ترتديه فتسافر فى رحلة أعجب من رحلة آليس فى بلاد عجائبها

احتفظت به بجانب أشعارها
تراه نهارا فى خزانة ملابسها ..وليلا فى أحلامها

عاد لاحقاً ..بعد سنة أخرى ... من أجلها ...ليودعها من جديد
فأهداها لوحا من الشيكولاتة
يتمنى ان تذكره فى كل قطعة تذوب فى فمها
تخشى أن تخذله ..ولكنها لا تحتمل ذوبانها مع ذوبان الشيكولاتة
فحين تنتهى .. ستنتهى معها ذكرى جديدة ..
وهى لا تستطيع بأى حال من الأحوال ان تفقد احدى ذكرياتها المنثورة فى أنحاء منزلها وأرجاء قلبها

باتت كهاوي جمع الطوابع النادرة .. لو فرط فيها فكأنما فرط فى أبنائه

فتوسدت قطعة الشيكولاتة صندوقها الوردى
وصار هو خيالها من يصاحبها فى كل زمان ومكان
تراه وتسمعه فى وريقات الشعر ..تشعر بلمسته فى حنايا الشال المزركش ..وتشم رائحته فى قطعة الشيكولاتة

بعد سنة ..تليها سنة
لم يعد ... من أجل غيرها .. فودّعها دون وداع ..
تثاقلت لديه خطوة اللهفة ..وماتت عنده وحشة الافتقاد

توحشته كثيرا ..ولكنها مع الوقت توحشت نفسها أكثر
افتقدت الروح فى حياتها ..وباتت ذكرياتها الحُلوة ..هى ذكرياتها الموجعة

فتحت عينها ذات صباح ... مبتسمة على غير العادة ..فقد استنفذت أحلامها
وانتهت أوجاعها ...فأحيانا يأبى القلب إلا أن يحافظ على حياة صاحبه فيلفظ من داخله ما بدأ ان يحيل نبضاته الى طعنات

عليها الآن أن تتم المهمة على الوجه الأمثل ..فلا تترك مجالا لحلم عليل او أمنية كاذبة ووهم سخيف ليضغط على جرح يحتضر..فقد يعود به الى الحياة ..فيقضى على ما تبقى من حياتها هى

نثرت وريقاتها الصغيرة .فقد تعودت نثر الأشياء..ولكنها هذه المرة قد نثرتها فى الهواء..فتطايرت منها الأبيات..الآن هى مجرد حروف وكلمات جوفاء.. لم تعد شعرا ولا نثرا

ألقت بشالها على كتف عجوز تتسول الدفء قبل المال عله يبعث عليها ما ترغبه ..بعد أن بهتت ألوانه وضاع منه سحره الخاص وفرغ ما فى جعبته من رحلات لعالم العجائب

أما قطعة الشيكولاتة فنظرت الى تاريخ صلاحيتها ..لتجده وقد انتهى من عهد قديم
كانت تتمنى أن تتذوقها وتستشعر حلاوة ذوبانها .فكفاها حرمانا لنفسها ..
تلقى بها كما الوريقات
وتأتى بقطعة جديدة ..أكبر حجماً .وأغلى ثمناً ومن المؤكد أنها أغنى طعماً ..

تذهب الى شرفتها ..
تنطلق من شرفة جيرانها أغنية
لباربرا سترايسند .."Memory"

يظهر القمر محلقا كبدر وسط بنايتين مرتفعتين .. لتكتمل طقوس الليلة
تبدأ فى التهام قطعتها الجديدة من الشيكولاتة ...فتذوب فى فمها ..وتذوب معها ذكريات كثيرة لطالما كانت حمقاء