Friday, May 22, 2009

اختلاس نظرة


***
انتزعت خاتمه من يدها
وبعين لا تقوى على النظر إليه
سكبت دموعها فى صمت
هلعا مما ستحمله لها الأيام من حرمان
وشوقاً مبكراً إلى عودة لحظات أمان
خوفاً من الغد
قشعريرة الألم تسرى بين أكتافها
ابتعدت ورأسها لم ير الا الأرض
اختلست نظرة
لتجده يمد يده إلى أخرى
 
فانتحبت حزنا على ماضيها
ندماً على الأمس
............................................
***
أعطاها هدية وابتسم ابتسامة حيية 
بادلته اياها بقبلة وضحكة رنانة
اشتعلت بوجهه حمرة الخجل
لمعت عيناه وأسرع بالخطا نحو البيت
اختلس نظرة
فوجدها تدعو آخر الى تقاسم هديته
اشتعلت بوجهه حمرة الغضب
وأسرع بالخطا اليها
 
خطف منها "مصاصته"
وانثنى يعقد رباط حذائه
وبحنق بالغ.... صرخ فيها
لم ولن تحسى  يوما طعم الفراولة
...............................................
***
شكره على مجهوده ..فامتن له تقديره
ذهبا سويا الى الصلاة
دعا له بالقبول
فرد عليه بمثلها
ودعه بتحية الاسلام
فجاوبه التحية بأفضل منها
ابتعدا
فاختلس أحدهما النظر
ليجد الآخر يمنح مسكينا بيمينه مالم تلمحه شماله
أطرق برأسه ..
ثم رفع يديه مستغفرا نفاقا ومسح جوخ
...................................................
***
أخذ خطوء الى الوراء ليلقى نظرة أخيره على لوحته
لم يبالِ بألوان الطيف المرسومة على وجهه وملابس
سمع خطواتها ورائه
فانتفض قلبه هلعا
أغمض عينيه رافعا أكتافه خوفا
انتظر فلم يجد شيئا
اختلس نظرة
فوجدها تبتلع حبة مسكن آلام الظهر باكية
هرع الى الداخل وأتى بقطعة قماش مبللة
أزال لوحته ومجهود الدقائق الطوال
ثم كتب ..
أعدك أن أتوقف عن الشخبطة
وسأكتب فقط من الآن على كل حائط
"أحبك يا أمى "
*********