Tuesday, March 17, 2009

اجتياح ألم .. فانحسار أمل



ألم جديد يحل بك كما العادة
لكنك تعودت البحث عن مسكنات وقتية تبتلعها فتبتلع معها ألمك ..فما كان من مناعتك إلا أن تضعف حيث تعودت الخوف من المواجهة
سرعان ما يصبح هذا الألم ضيفا جديدا بجسد لا تتوفر به أماكن خالية لاستقبال الزائر الثقيل
ويصبح هذا الضيف "الألم" كقطعة البازل الزائدة فى لوحة طفلك حيث لا تجد لها مكانا لتستقر
فتتشكل كما تتشكل الحرباء من الزواحف او الآدميين بسرعة خاطفة الى قطعة من الثلج اختلفت فى الشكل ولم تختلف فى الإحساس .... فللألم برودة الثلج القاتل وقسوته
يكاد الألم ينبت له عقل ماكر فبتحوله الى قطعة الثلج يستطيع حينها أن يحفر طريقه ذوبانا بين المسامات المخفية ..فلا يحتاج الى مساحة كافية ليرسخ بها بين ضلوعك ككتلة واحدة بل انساب بينها ليشمل رأسك وأطرافك فتفكر بألم وتشير بألم لتخطو بمثله..
ولأنك انسان ضعيف ..تنهار قواك بالتدريج
فتزيغ عيناك
ويضطرب تفكيرك
بل وقد ترتجف يداك
فيظن الناس بك الحمى
والحقيقة انهم أصابوا فى ظنهم
فللحمى درجات
وقد نلت نصيبا من أصعبها
ولأنك متفائل .. تأمل فى الشفاء
تنبعث كرات دمك متواضعة البياض لتحارب هذا الدخيل
فتخرج من كل صوب وجانب
فيدافع قلبك بكل ما تحمله من مشاعر طيبة
ويواجه عقلك بكل استراتيجية تعلمها فى حروب سابقة
وينطلق لسانك بكل ما عهد على النطق به
دعاءا ..واستغفارا ..وذكر
حتى تتصدى لفيروسات الألم ..وتنجح فى القضاء على أثارها
وتظل هذه البؤرة بقلبك ..تخبرك أن هناك المزيد من جنود الأعداء
يتربصوا بك ..حتى اذا كللت .. انقضوا عليك من جديد
وستظل هكذا ما بين دفاع وهجوم ..كر وفر..
فما أن تمل المقاومة إلا وتنجح برودة قطعة ثلج جديدة فى تجميد كرات دمك البيضاء لتحدث بها شللا عظيما حتى تنشأ بجسدك سلالة جديدة من الألم استطاعت ان تحتال على استراتيجياتك القديمة لا تعرف وسيلة للقضاء عليها
وإذ بها تفاجئك بسحب عرش حكمك على نفسك
حينها
يتحجر الدمع بالعين
وتنتفض العروق
وتتمخض الروح
فتلد
يائسا
.
.

.
ملحوظة .مثل هذا الهذيان قد لا يكون بالضرورة هذيانى
وإن كان ..فليس شرطا أن يكون الألم ألمى
وإ ن صار ..فليس عيبا أن أهذى قليلا معكم