Tuesday, September 30, 2008

خلفَت وعداً ..فصدقَََََََََََََََََت عهداً !!!!!




عاد مزهواً بنفسه ..من الليلة يمارس حريته ..يعاود نشاطه ..يلقى أصدقائه ..افتقدهم وافتقدوه
يتسائل ..أى من أصدقائه سيلقى أولا!!؟
يقرر الذهاب اليها
الشك يساوره دوما من ناحيتها .. فلطالما لم يأمن لهذه المرأة ..أحس منها ببوادر خيانة سابقا ..
ويخشى ان تنسى وعودها له .. وهمساته لها
إستكانات قلبها له ...ووشوشاته الى قلبها ..
يهمس.. لم يعد فى الدنيا أمان .
ذهب وطرق الباب ..فتحت له متشحة بالبياض ..تلمع عيناها بذاك البريق المخيف والذى يعلمه جيداً


ضحكت ساخرة وبحزمٍ قالت
لم يعد لك مكانا هنا ..فلترحل الى الابد


تراجع للخلف مصدوماً. لم يتوقع هذه الجرأة ولا هذا الثبات بدلا من خجل وتردد
هكذا توقعت .. كنتِ تنتظرين غيابى ..لتنفردى بها
بل انفردت هى بى ..ولم تنفك عن لومى.. لم أقاومها ..بل قوّمتها ..
حين بكيت ذات ليلة بحرقة وألم شديدين
سجدت سجودا طويلا شعرت معه بروحى تنتقل الى عوالم أخرى ...
تخطيت الآفاق ..كدت ألمس السحاب
شعرت بذنوبى وكأنها تذوب كالثلوج حين سُلّطت عليها شمس التوبة فانصهرَت مع حرارة الإستغفار ..فأنسلخْت مخلوقا جديدا ..بقلبٍ وليد
وكان كلما خف عنى حملا ثقيلا ..شعرت معه بالطهر والنقاء ..فطرت كريشة الى السماء.. استمرت فى التحليق حتى مطلع الفجر فأثقلها ندى الصباح ورجعت الى الأرض تحمل قطرات الندى بدلا من بِِرَك الذنوب..

ثم تنهدَت تنهيدة إرتياح ..تصوب نظرها نحو اللاشىء ..ولكنه شعر انها تحدق فيه بعين واثقة وبنظرة ثاقبة...قائلة
تبت توبة صادقة ..لم أصْدقها هكذا من قبل
فكانت ليلة توبتى وعودتى الى ربى ..لعلها هى ليلة خير من آلاف
وكان هو عفو كريم يحب العفو ..فعفا عنى
وتقبلنى ....حينها صرت من عباده المخلََصين
لن تشاركنى اليوم مالا ولا ولدا..فليس لك اليوم علىّ سلطان
أنسيت أنك لست بمصرخىّ!!!!؟
فإليك عنا إذن ... أنا ....ونفسى المطمئنة

ثم أغلقت الباب فى ثقة وتؤدة
يسمعها من الخارج تتعوذ منه
فتتأذى أذنيه ..ويتوجع .. يشعر برجمة قد تطيح به من مكانه أو زمانه إن لم يبتعد


يوسوس ...لم يعد فى الدنيا أمان ..

ابتعد تشتعل هيئته وتستعر أوصاله يجر أذيال خيبته
..يبحث عن صديق وفى أو غبى فكلاهما هنا سواء ..

شاركه جسده ونفسه ...يتذكر وشوشاته ووسوساته.. تملكت منه أهواءه ..
حفظ لجامه وقت احتنكه حتى يعود اليه من جديد فيسلمه اليه
كرمه الله وأعزه فأذل هو نفسه
.
وظل فى انتظاره لحين فك أصفاده وحل اغلاله

فكان له حافظا للوعد ليتشاركا ايضا نكْص عهد أقسم به حانثا .... ثلاثين يوما

************************