Tuesday, March 18, 2008

!!! رجل وامرأة..ثالثهما ...جرح



دخل حجرته وأغلق من ورائه الباب .... تنفس الصعداء
أخيرا وحدى....كم أشتاق الى الوحدة ...أحتاج أن أكون مع نفسى قليلاً ولا يتركنى أحد لأفعل
ضوضاء ..إزعاج ..فضول..عشم قاتل...لم أعد أحتمل.
وما ان أدار رأسه فى الإتجاه الأخر حتى وقد وجدها ...غائصة فى مقعده الوثير تنظرله بعينين تقطران حنيناً

من أنتِ..وكيف دخلتى الى هنا!!!!!!؟؟

أحقا لا تتذكرنى.....!!؟؟ ظننتك ستفرح لرؤيتى...فيا خيبة أملى

أنا آسف حقا ..لم أقصد ذلك...ولكنى بالفعل لا أعرفك

اممممم.. قد أجد لك العذر .. تغيرت ملامحى بعض الشىء فقد فاتت سنوات طويلة....قبل أن نفترق

نفترق...!!؟؟...أوواعدتك فى الأساس كى نفترق ؟؟

طبعا يا حبيبى...كنا كطائرين صغيرين يتعلمان التحليق سوياً
كطفلين ترتسم على وجهيهما بسمة رضا حين ينظرا لبعضهما البعض
وقد كنت أنت قائدى دائماً وكنت أنا تابعتك التى لا ترفض لك أمراً
حتى حين نويت فراقى لم أعاتبك ...بل ابتعدت فى هدوء ...وقد ظننت انك سترجع فى قرارك كعادتك ..ولكنك لم ترجع ففاتت هذه السنون الطويلة على أمل ان تشتاق إلىّ فتعود...ولم تفعل...فاستجمعت شجاعتى ..ولملمت بقايا ذرات كرامتى وعدت إليك برجاء وأمل ان تكتشف حين ترانى بعد هذه المدة أنك إفتقدتنى.....ولكن تحطم قلبى ثانية حين وجدتك لم تتذكرنى من الأساس

والآن لم يعد لى إلا الرحيل من جديد..
سأودعك مرة أخرى ولكنى هذه المرة لا احمل فى قلبى أملاً ولا رجاءً
وداعاً يا ....حب عمرى

وما أن إتجهت نحو الباب ...حتى إستوقفها قائلا

فلتنتظرى....
على الرغم من أنى لا أذكرك حتى الآن ..إلا أنى وجدت فيكى غموضاً مذهلاً...لا أكاد أشعر معه إلا بقرب منكِ ومن قلبك...ربما عرفتك فى زمن ماض او تلاقت روحانا منذ أمد بعيد فى حياة اخرى....
المهم أننا وجدنا بعضنا الآن...فلمَ الرحيل ...ولمَ الوداع
تعالى.. فلنعيش حياة جديدة..ملؤها الدفء والحنان ..ولتكونى أنتى قائدتى هذه المرة..وسأكون أنا تابعك ..بلا تفكير سوف أفعل ما تأمرين....بلا تردد سأخطو معكِ خطوات العودة إلى ما تحكين...بلا شك سأصدق كل ما تقولين

لاحت ابتسامة على شفتيها....ولكنها لم تتسع

ولكنى الآن لا أعرفك....فقط نفس العينين ...ونفس الجسد الفارع..لكن لا أجد روحك التى عهدتها قديماً....ماذا حدث لك!!؟؟
كيف وصل بك الحال إلى هذه الدرجة من الضعف ..وقد كنت أقوى الرجال وأعظمهم فى عينى
الآن لا أجدك وسيماً....ليس لشعرات بيض قد إجتاحوا رأسك ..ولا لتجاعيد إنطلقت فى وجهك
وإنما ذهبت وسامتك بعد ان تاهت رجولتك ومُسِخت شخصيتك
كيف تفكر فى كقائدة لخطواتك!!؟
كيف تتبعنى وأنا أنثى فلا تنسى أبداً الغدر والخيانة !!؟
ما هذه الثقة البلهاء فى امرأة قد تقودك الى الهلاك إذا أحست منك ببوادر خيانة أخرى
آسفة ..لم تعد حبيبى الذى إنتظرته طويلاً...
ويالخسارة عمرى الذى ذهب هباءً فى إنتظار عودتك
لم تعد حلمى ولا فارسى المُنتَظر

إليك عنى ......أريد الرحيل

هكذا توقعت ...لا تعدى إلا امرأة كاذبة كباقى النساء
ظننتى أنك ستخدعينى حين قلتى أنى حب عمرك ...ولكنى عرفت من البداية انك لست سوى كاذبة
لكنك لن تفلتى بخداعك ....فلم أعد احتملكن ...أنتن سبب بلوتى فى هذه الدنيا وقد جئتى لقدرك...فسأشفى غليلى فيكِ وفيمن سواكِ ...ولن تصبحى بعد الآن لتمارسى هوايتك المفضلة...

فأقترب منها ...وهى ساكنة بلا حراك...ربما أصابها الذهول
فوضع يديه حول رقبتها ...تلمع عيناه ..لا يكاد يرى نظرة خوف فى عينيها...ولم يفلت يديه حتى تأكد أنها لفظت أنفاسها الأخيرة

ثم خرج مسرعاً من حجرته يصرخ فى قوة .. يضحك بهستيرية..

لقد قتلتها اخيراً
لقد قتلتها ...فقط أرجو ألا تعود للحياة مرة أخرى كما تفعل دائماً

دخل ولديه مهرولين الى الغرفة فى ذهول وتعجب ..فلم يجدا شيئا مما قال
فعانقه الأول محاولا تهدئته ...حتى أتى الثانى حاملاً شيئاً فى يده ....قائلا ..

أنا السبب .....قد تأخرت كثيرا اليوم عن ميعاد الحقنة

وهو لا يزال يصرخ ويضحك فى آن واحد

يصدر من الخارج صوت زوجته

فلتغلقا الباب كما كان...لا أستطيع متابعة المسرحية الهزلية ..من فرط ضجيجه


..