Friday, January 13, 2012

جامع الأمنيات


تعلّمت الطيران بين الزهر الضاحك وظلّت تحلم طوال حياتها بضوء ساطع يخطفها
وإن علمت أن الضوء كالناريحرق الفراشات ...
وحين عاكستها أضواءه ..
راحت تحوم قريباً منه مترددة ..تقاوم جناحيها الخفيفان وهما يجذباها إليه
ثم تعود أدراجها إلى الفضاء الواسع ورفقة الفراشات التى تدعوها للطيران من جديد إلى حيث يسحرها الضوء
فاجئها كفّه حين ارتطمت بزجاج بيته وسقطت يؤلمها جناح
فظلت تتقلّب على كفّه خجلاً وفرحة 
ودّت لو اختبأت تحت جناحيها ولم يرها
لم تظن يوماً أن تلك الأضواء كانت مسلّطة عليها وحدها فقط ليرقبها من بعيد ويتتبع طيرانها
اقترب بها من وجهه فلفحت تفاصيلها الرقيقة أنفاسه , دفعتها للطيران من جديد
ظلّت تحلق فوقه مرفرفة بسعادة  ...
تغيّرت ألوانها وانقشع الرمادى ليحل مكانه لونٌ وردى فى تلك المساحات الصغيرة
لازمته حتى عاد إلى مصباحه المعلّق فوق نافذته
فاطفأه وأغلق الأبواب وانفرد بها فى تلك الغرفة الضيقة
لكنها وجدت فى الضيق رحابة تملأ وجدانها
وظنّت فى دموع ذرفتها فوق الزهور الإصطناعية شوقاً للياسمين أنها قطرات الندى تنعش صباحاتها
لهت معه كما لم تلهو من قبل ... واندفعت فى الأركان تجوب المكان وكأنّها تطليه بألوانها
حتى اكتفت حين سطعت الغرفة بلون براق لم يحتاج معه إشعال مصباحه من جديد طيلة  ما تبقى لها من أيام
فلم تطل بها الحياة فى ذلك المحراب كثيرا
حين صحت يوماً لتجد نفسها مشدودة الى لوحة سوداء ازدانت بإطار وردى زائف تحوطها جثث فراشات سبقتها الصلب

4 comments:

Unknown said...

بوست جميل
تسلم ايدك
تحياتي

حتى أجد عنوان said...

أختي جنى
جزاكِ الله خيرا .. أجدتي الكتابة والتصوير والمفاجأة ..

أختي جنى

ليتها ماتت محترقة ولم تدرك أنه وهم خادع

Jana said...

Mohamed Amer
.....
أهلا بيك
نورتنى ..وميرسى

.......................

حتى أجد عنوان
.....
ميرسى
الحقيقة إن الأمر مؤلم فى الحالتين .. وكأن لا مفر من الألم

فرحت بعودتك للتدوين ..استمر بقى ياريت !!

يا مراكبي said...

نهاية مفاجئة ومؤلمة

لكنها أضفت للنص ثقلاً ي الفكرة نفسها